اخر مواضيع أحمد سامي

أحمد سامي

اوتاكو ومحب لثقافة الأنمي والمانجا اليابانية , تابعونا علي شبكة أنمي أون

أكبر وأشمل مراجعة في الوسط العربي عن Neon Genesis Evangelion!





من أنا؟ من هؤلاء؟ هل أستحق أن أُطلق على نفسي "من"؟ أم "ما" ستكون أفضل؟

كيف لنا أن نعيش؟ ما الحياة من الأساس؟! أهي تجسيد لآمالنا؟ لكن ما منبع الآمال؟ القلب؟ فما هو القلب إذن؟ كيف نشأ؟ ولماذا خُوِلَ له التحكم في الواقع كما يشاء؟ ومن منحه تلك السلطة؟ إذن أهناك آخرون فعلًا في هذا الواقع؟ هي الخيال هو ما ينسج كل ذلك؟! وهنا نعود للسؤال الأعظم، هل الواقع فعلًا هو ما يجعل للماديّات كينونة؟ أم أنه وهم نطفو فوقه معتقدين أننا نتلمّسه؟



الحقيقة، وما يقبع خلفها. هذه هي غاية إيفانجليون! هذه هي غاية هيدياكي آنو!، كاتب ومُخرج العمل الفني. الآن دعونا نتعرف على الظاهرة الفريدة سويًّا، نيون جينيسيس إيفانجليون!

* * * * *

سنتحدث بالترتيب عن:

- العنوان وتفسيره باللغتين اليابانية والإنجليزية.

- مقدمة عن العمل الفني.

- العناصر التقييمية: (حبكة / شخصيات / موسيقى / رسم وتحريك / متعة)

- العوامل المميزة للأنمي (الاسقاطات الدينية / الأمراض النفسية / الانطباع المميز لفيلم النهاية)

* * * * *

~ العنوان:



باليابانية «Shin Seiki Evangerion - 新世紀エヴァンゲリオン»، وبالإنجليزية «Neon Genesis Evangelion».

باليابانية فهو يعني: الإنجيل الجديد للخلق. لكن العنوان الإنجليزي حمل الطابع الأعمق والأقرب لفكرة العمل. فــ

* كلمة "نيون - Neon":

وهي كلمة تُشير إلى «neos - νέος, α, ον» باللاتينية. وتعني: (الجديد، المولود حديثًا، أو المفعم بالشباب).

* كلمة "جينيسس - Genesis ":

وفي المسيحية تُستخدم هذه الكلمة بكثرة، فأول سِفر من أسفار الإنجيل هو "سِفر التكوين"، والذي تعنون بـ«Book of genesis». يقص على الأنام حكاية خلق البشرية. وهي تعني ضمنيًّا: (شيء قادم إلى الوجود).

* كلمة "إيفانجليون - Evangelion":

في الأساس مأخوذة عن «Euangélion» بالإغريقية، والتي تعني كتاب العقيدة. وفي المسيحية تحمل دِلالة مجيء الأخبار السعيدة على العالم. وبالنسبة لها فهي إعادة بعث الجميع إلى الإله ليستعيدوا علاقاتهم معه مرة أخريه، وفي رواية أخريه ترمز إلى الهبوط الثاني ليسوع على الأرض. فضمنيًّا تحمل معنى: (الأخبار المشرقة).

#فبالمعني العام العنوان يقول: رسول جديد أتى إلى الوجود كي ينشر الأخبار المشرقة.

بالطبع هناك تفسيرات عدة من وجهات نظر مختلفة، لكن هذا على وجه التحديد يفسر بشكل واضح فكرة العمل، فالـ« EVA» كانت رسُل البشر إلى أنفسهم كي ينثروا عليهم الأخبار السعيدة بدنو بداية الحياة الجديدة.


وهذا ينقلنا مباشرة إلى مناقشة فكرة العمل الفني الأساسية. فما هي الإيفا؟ وكيف أصبحت محور الأحداث؟ وما علاقتها بالبشرية وكل تلك الإسقاطات الدينية التي تجلّت فقط من العنوان؟ دعونا نزيل الغموض بالتدريج...

* * * * *

تبدأ الأحداث في عام 2015، حيث بلغت الإنسانية من التكنولوجيا مبلغًا يخول لها النجاة من نهاية عالمٍ حقيقية أودت بحياة نصف تعداد الكوكب، فيما يُعرف بالـ«اصتدام الثاني». لكن هذا المبلغ لم يرتقوا إليه بدافع شغف التقدم العلمي، بل بغريزة بشرية فطرية للبقاء –أو هكذا اعتقد الناس-. الطبيعة خلقت الإنسان، ومع آلاف الأصناف الحياة الأخرى. ما يقتل، ما لا ليس له ذكر، ومن يقود السلسة الغذائية بتنمر. لكن لم تُنعم عليهم فقط بالوجود، بل أنعمت على مخلوقات جديدة قاتلة بالحياة. لماذا إذن؟، تسائل الناس. ليحققوا عقاب الإله لنا، أجاب السادة. وفي خضم تزعزع الأرض بين الحياة والموت، كان هناك من لا يُبالي، من ينظر للحياة بخواء، من لا يغضب، يتذمر، أو يعصي الأوامر. كان هذا «شينجي». 



مراهق ذو 14 عامًا، متوحد، ممل، ولا يعلم إذا كان يمقت أباه أم لا. كان يعيش مع معلمه فور وفاة أمه، حتى أتاه إشعار بالمجيء إلى موقع عمل والده، ثم العيش مع امرأة بمنزل واحد كأخته الكبرى بالعاصمة الجديدة توكيو-3. مضطرب على الدوام، حتى تكاد تجزم أنه خُلِقَ كيلا يقول شيئًا غير:"نعم". وفجأة وجد والده يأمره بقيادة آلة حربية في معركة ضارية مع كائن غير بشري. وهنا بدأت الإيفانجليون في البزوغ، ومعها شرعت سلسلة طويلة من الملائكة في تقويض غرور الإنسان. وبالتحديد هنا كانت النقطة التي لم يعد عقل شينجي قادرًا على مُجاراة توابعها. عالمه البسيط، الهش، أصبح معقدًا، صلدًا، لا روح فيه عدا الأرواح الميكانيكية.



تعرّف شينجي على فتاة تُدعى «آيانامى ريه» و «آسكا لانجلي» من نفس عمره. يعملون سويًّا لقيادة الإيفانجليون وتدمير غزو الملائكة الباطش. تحت إشراف والده، «غيندو إيكاري» الذي يترأس مؤسسة «نيرف – Nerv» حامية البشرية منهم. ونيرف هي مؤسسة شعارها عبارة عن ورقة تين تكتنف عبارة واضحة تقول: " God's in his heaven, all's right with the world"، "الإله في جنته، والعالم يُبلي حسنًا". وهي جزء من قصيدة Pippa Passes لـ«Robert Browning» مما تُعطي شعورًا بأن منظمة نيرف لا تحتاج عطف الإله كي تُدير العالم، فهم بالفعل حُماته الآن. لكن ورقة التين ترمز إلى ستر كل ما هو مُحرج ومُدنس للنفس، ففي سِفر التكوين بالكتاب المقدس استعمل آدم وحواء ورقتي تين كي يُخفيا مناطق العُري بعدما أكلا ثمرة المعرفة. لذلك أفعال نيرف ظاهريًّا تقوم بدور الإله، وباطنيًّا تقوم بتخليقه. ونيرف بدورها تُدعم من قبل منظمة «زيليه - SEELE» الغامضة، وهي كلمة ألمانية تعني الروح. وشعارها مثلث تتمركز على أضلاعه سبعة عيون، وترمز إلى طائفة الـ«Essenes» التي كانت مجموعة من الرجال والنساء المقدسين المنتمون إلى طائفة الهيكل اليهودي الثاني بالقرن الثاني قبل الميلاد. وهذا يرمز إلى كون تلك المنظمة عبارة عن عرابين للبداية الجديدة.




ثم تتخذ الأحداث منحنيات متشابكة متصلة بعدة شخصات تتنامى بالتدريج. فالطابع العام في البداية يوحي بالدراما المتوقعة من أي عمل ميكا مُتعارف عليه، لكن مع مرور الأحداث يتنامى بداخلك شعور أن هذا ليس عملًا عاديًّا. هذا التناقض الصارخ من مجموعة مراهقين لما هو إلا وسيلة واضحة لإسقاط كمٍ مهولٍ من المشاكل النفسية، التخبطات الذهنية، والنوازع المختلطة للجنس البشري بشكل لم يسبق له مثيل.

* * * * *

~ العناصر التقييمية للعمل الفني:

#الحبكة:

الآن سأسرد القصة من البداية للنهاية، حتى الذي لم يُفسر منها بشكل كاف في الأنمي والفيلم الذي يعقبه...
منذ 4 بليون سنة، كان هناك أسلاف أوائل، وزّعوا بيضات مختلفة على الكواكب المختلفة، بشرط أن يحصل كل كوكب على بيضة واحدة فقط. كل بيضة تحمل احتمالية وجود قمر أسود، أو قمر أبيض. الأسود تقبع بداخله ليليث، والأبيض يتمركز فيه آدم. ليليث تُعطي النسل للحياة بكل أصنافها المعروفة. وآدم يُعطي النسل للملائكة. كل بيضة يأتي معها سلاح هائل يُسمى برمح ليجنوس والذي هو فعّال فقط ضدهم. آدم أعطى نسل الملائكة حتى أتت بيضة ليليث وأحدثت الاصتدام الأول، وبقايا البيضة هي التي شكلت القمر الذي ننظر له كل ليلة بشغف. أكتشف الأسلاف ذلك، فكتبوا مخطوطات على حجر ووضعوها بالبحر الميت تنص على أن الملائكة ستنبعث من جديد بعد فترة وتبدأ في محاربة بني البشر لاسترجاع آدم واستيطان الكوكب لهم بشكل قهري. ونهاية لكل ذلك هناك هدف أسمى، وهو العودة بالبشر كلهم إلى روح كائن سرمدي واحد ليعيشوا حياة أبدية سعيدة كجزء من الكل. وبناء عليها قررت منظمة زيليه وجيهن الأخذ بتعليمات المخطوطات. فأزاحوا الرمح عن آدم الذي غُرِسَ فيه بالقارة المتجمدة بعد الزلازل الشديدة التي أحدثها اصتدام بيضة ليليث. جربوا الاتصال البشري معه بقاعدتهم العلمية بأنتركاتيكا، لكن حدث الاصتدام الثاني (بسبب مساس جزء من روح ليليث المتمثلة في البشر، بآدم)، فبالتالي عاد إلى حجمه الأصلي، فتحول آدم إلى جنين صغير محفوظ بكهرمان شمعيّ. وصنعوا مقاتلات لمحاربة الملائكة حتى يتم الانتهاء منهم بالكامل ويتم دمج آدم مع ليليث وخلق الكائن الهجين الذي سيوحد البشر مرة أخرى، وهذا الاصتدام الثالث المتوقع. لكن غيندو كانت له نوايا مختلفة، طرح مشروع الواسطة البشرية كي يُعجّل من ذلك الهدف، فوافقت زيليه عليه. وكان هدفه الدفين هو جمعه بيوي مرة أخرى كجزء من الكل وحدهما. ومن هنا بدأت أحداث الأنمي في 2015 حيث أُحضر شينجي على حين غرة ليقود وحدة الإيفا 01 وينقذ البشرية من غزو الملائكة! 




*التقييم العام للحبكة: 10/10

* * * * *

#الشخصيات:

1) إيكاري شينجي - Shinji Ikari:

شخص يتأرجح بين طفولة مهدمة، ومستقبل غير معلوم. سنّه سمح للكاتب بالتعبير عن كل المتناقضات التي يريدها، ففترة المراهقة معروفة بكل الأمراض النفسية الممكنة، خصوصًا إذا كان مُحفزها ماضٍ بُني على الكراهية. شينجي أُنتزع فجأة من منزل معلمه، حيث الفراغ، الاكتئاب، والأمان. إلى مؤسسة نيرف حيث المعارك، التشظي، والهلاك. كعنكبوت هش تُرك عائمًا بالفراغ، لا يستطيع الحراك، وكل ما يشغل باله أن التعايش مع العجز واجب عليه. شينجي مريض بالتوحد، مما أدى به إلى الاكتئاب الحاد، والذي ترتبت عليه أفكار زجاجية متناثرة في عقله. أفكار يريه في انعكاسها نفسه الهشّة. مما يدفعه إلى هاوية لا قرار لها من تدفق الذكريات المدمر للخيالا العصبية، أو ما أُطلق عليه «Infinite loop of thoughts». 



وُضِعَ عليه رسنٌ كالبهيمة، وُضِعَ على عاتقه مصير البشرية. حياته انطوت على مبدأ من كلمة واحدة: "نعم". يوافق على كل شيء، ليست عنده نزعة التفكير من الأساس. الاستسلام التام، هذه حياته. فقد لاحظت ذلك ميساتو عندما أتاها للعيش، فتعاملاته معها كانت (روبوتية) إلى حد كبير، أشبه بالآلة، لا الإنسان. ثم أتت آسكا بعد ذلك لتكون الانفراجة في نفسه. عاملته باحتقار، لكونها تريد أن تكون الأفضل وهذا الطفل المنطوي يخطف منها الأضواء. وهو من جديد، لا يُبالي. كان آخر من عرف بكون صديقه القائد الجديد للإيفانجليون السوداء الهائجة. كان آخر من يعلم، في كل شيء. وعندما تحتّد المواقف، ويشعر بالواقع الأليم، ينزوي إلى منطقته الآمنة في قلبه. يجلس هناك مرتخيًّا، مخدرًا، ومحدقًا نحو الفراغ. يتكور على نفسه كالجنين بداخل سائل الـ LCL مدى الحياة. فعلى عكس ما كان متوقعًا، فكبسولة ال LCL تشعره بالأمان بداخل الإيفا، فهو –بعد كل شيء- السائل الذي أتى منه.

 

وعلى الصعيد الآخر، عندما نال المديح، تهللت أساريره قليلًا. فهو يعيش من أجل أن يحتاجه الناس، يريد أن يكون ذا فائدة لأحدهم. لذلك يقود الإيفا، ولذلك يحاول حماية البشرية، من أجل حماية نفسه، وفوق كل ذلك: من أجل إيجاد سبب للعيش. ومع كل مرة يقود فيها الوحدة 01 تحدث تغيرات جمّة في شخصيته. فعندما أندمج مع تلك الوحدة (أي مع أمه) شعر بالأمان والغبطة لأول مرة في حياته، شعر أنه مُحلق بحرية في سماء صافية تشعره بالدفء. لكن بغتة تدارك أن هناك بالخارج يجد من يهتم لأمره، أن هناك من يريد أن يكون معهم، أن هناك سببًا –ولو كان مؤقتًا- للعيش! فبناء على تحفيز من مشاعر أمه عندما أندمج معها، عاد مجددًا إلى الواقع كي تستمر مُعاناته. وهنا كانت نقطة الانكسار الأولى.

ثم توالت التغيّرات الدراماتيكية في شخصية شينجي عبر الأحداث. فلم يقف عند هذا الحد فقط، بل رفض القضاء على إيفا أخرى لكون بشريّ بداخلها، وهدد بتدمير نصف مقر نيرف بقوة الوحدة 01 وقتها، و أيضًا عندما عاد مرة أخرى بشكل جسور ليُنقذ المقر من هجوم الملاك الرابع عشر « Zeruel» -الذي كما نتذكر تم أكله من قبل الوحدة 01 أثناء هياجها-. ثم جاءت الصدمة الكبرى بعدما علم أن «كاورو» هو الملاك الأخير، كاورو الذي أحبه من أعماق قلبه، في النهاية خانه! نعم، فقد تطورت شخصيته لدرجة تبادل المشاعر، ثم الشعور بالخيانة لذهابها! وتعاظمت صدمته في نفسه أكثر عندما أخبره كاورو أن مجال AT موجود لدى الجميع، وهو الذي يبني الحواجز بين البشر ويجعل حياتهم بائسة كالصريم.



الآن يتدارك شينجي الحقيقة، فهو منذ وعى على الدنيا وهو يصنع تلك الحواجز القميئة، يركض نحو المنطقة الآمنة بقلبه كي يبعد عن البشر. هو لا يكرههم، ومع ذلك لا يحبهم أيضًا. لكن المتيقن منه هو كرهه لوالده، والده الذي تركه يُقاسي آلام الوحدة بينما قضى أيامه بين الآلات والأكواد. لكن كاورو شعر بنقاوة قلبه وصفاء روحه، لمس مكنون نفسه وأزاح عنه الستار، صارحه بذاته الضعيفة التي تسعى للتقدير لتُواري قلة حيلتها. لكن كاورو أحبه، أحبه حب آدم لذرية بني حواء.


كل هذا يبرهن أن شينجي يسير بتؤدة نحو كيونة ذاته، نحو النقطة التي ينعدم فيها الزمان والمكان، نحو معقل الأسئلة المؤلمة والإجابات المُحزنة، نحو الواسطة البشرية. المكان الذي يكون فيه حرًّا، ينسى حبه وكرهه، فرحه وحزنه، نفسه، والجميع. الآن مشروع الواسطة نجح، وكل أرواح البشر أصبحت واحدًا، شينجي يسبح في عالم من الحرية، لكن تلك الحرية ليس لها معنى بدون قيود تُفرض عليها لتُكسبها معناها النفيس. وفي هذا المشهد تتجلى فلسفة المؤلف، فيُريه أن الحياة هي ما تنسجه مخيلاتنا، وأن البشر مرآة حية لبعضهم البعض، ولا يوجد أحد دون الآخر. فإذا أردت رؤية نفسك، فلتبحث عن الحاجز الذي يحيل بينك وبين الآخرين لتحطمه. فبالتالي يمكن للمرء أن يتغير بناء على ما يفكر فيه، فلذلك يمكن خلق أكوان موازية بحيَوات جديدة –كما حدث في نهاية الحلقة الأخيرة-، ويمكن نبذ كل الآلام بسهولة، وبالطبع يمكن خلق بيئة أكثر راحة. لكن إذا أذعنّا لحقيقة وجود آخرين، يجب أن نتعايش مع ذواتهم كجزء منا، دون وجود AT، دون وجود حواجز، ودون وجود حرية زائفة.


في النهاية ستجد نفسك متقبلة لذاتها، ولذوات البشر أجمعين.


*ملاحظة: نهاية الأنمي لا تُعد الأصلية، ففي آخر حلقتين قد تم تقليل ميزانية العمل بشكل فجائي، مما أنتج حلقتين لا يمتان لما أراد الكاتب أن يسرده بصلة. لذلك في 1997 تم إنتاج فيلم The End of Evangelion الذي يقص النهاية الحقيقية التي أرادها الكاتب. سنتحدث عنه بشكل قصير في نهاية هذه المراجعة.


2) آيانامى ريه - Rei Ayanami:

شخصية مثيرة للجدل بالفعل، ليس لكونها محدثة للجلبة كما يعتقد الشخص العادي، بل لكونها شخصية ماكوشية «Mukuchi» أي لا تتحدث إلى أقل القليل، بكلمات مدببة نحو الهدف، تاركة أثرًا عميقًا بعد ذلك. في بداية الأحداث تركت ريه انطباعًا بالعجز والفتور البارزين جدًا لدى المشاهد. ظهرت مضمدة بغزارة، خاصة ضمادة عينها المميزة. عندما ارتمت على الأرض

عاجزة عن الحراك وتنزف بقوة، مُنازعة نزعة البقاء بشدة. وكان هذا أول لقاء لشينجي بها، اللقاء الذي جعله بعد ذلك يقود الإيفا لأول مرة في حياته.



ثم توالت الأحداث وركزت على شينجي وآسكا وميتاسو ومؤسسة نيرف بشكل كبير، دور آيانامى كان محدودًا بعض الشيء، لكن تأثيرها المحوري لا يستطيع أحد نكرانه. لأن تأثيرها لم يكن يؤثر على أقرانها فحسب، بل على نفسية وعقلية المشاهد. في كثير من المشاهد نجد فلسفتها الوجودية طاغية. لماذا أنا هنا؟ من أنا؟ ما أنا؟ ثم تتكرر صورتها آلاف المرات خلف بعضها البعض مما يوحي أن كل صورة منها تحكي قصة، وكل قصة لها أسئلة لا توجد لها إجابة. وأيضًا ذلك التكرار يرمز بشكل ضمني لتكرار صناعة ريه بداخل «نظام الدُمى – Dummy system» فيما بعد. هذه الحالة تطورت لاحقًا إلى نزعة انتحارية واضحة، مما أبرز التناقض الشديد بين حالاتها النفسية المختلفة. فتارة تبدو عدمية وتريد الموت، بل وتندب حظها أنها لم تمت حتى الآن. وتارة أخرى تذرف الدمع على عوينات غيندو. حتى أنها بكت عندما اخترق وحدتها ملاك وصارحتها روح الإيفا بأنها وحيدة وقلبها يفيض بؤسًا. لكن في النهاية قررت تفجير نفسها، لكونها تعلم إنها مجرد دمية يسهل استبدالها.


شهدنا العديد من "ريه" خلال العمل، وتعنونت ثلاثة حلقات بثلاثة عناوين مختلفة، Rei I، Rei I I، و Rei I I I . كل شخصية منهم هي جسد وذكريات آيانامى ريه فعلًا، لكن كل نسخة تطورت عن سابقتها بشدة، زادت اضطراباتها النفسية بشكل مستطرد وحاد. لذلك دعونا نستعرض ماضي أيانامى ريه سويًّا.

- ري I :

وهي الأولى، التي وُلِدَتْ بمقر منظمة «جهيرن – Ghern» - التي لاحقًا باتت نيرف -. كانت الأولى من نوعها، وفي نفس عمر شينجي هذا الوقت، كانت طفلة. تمت ولادتها عبر دمج روح ليليث وروح يوي زوجة غيندو. لم تعرف شيئًا عن العالم الخارجي، ولدت وعاشت بداخل المقر. امتلكت تلك النسخة مهارة سبر أغوار البشر، فبعد كل شيء تكمن بداخلها روح أم كل تلك المخلوقات. حتى أجبرت العالمة «ناوكو آكاجي - Naoko Akagi» على خنقها حتى الموت عندما صارحتها ببغض المدير لها، ثم انتحرت ناوكو جرّاء فعل ذلك. وهنا انتهت حياة آيانمى ريه I، لكن ليس ما يعتمل بعقلها.


- ري I I :

وهي الثانية، التي عاصرت معنا أغلب أحداث العمل، وهي التي تعلقنا بها وبنزعتها الانتحارية الفلسفية المحببة. تم خلقها بعد وفاة ريه I، وكيلا يعيد غيندو الكرة مرتين، فصل روحها لجزئين، جزء بداخلها، وجزء بداخل نواة الوحدة 00. وبذلك خلق شخصية بالكاد تستطيع الوقوف ومُجاراة الأحداث. تلك الشخصية أظهرت حبًّا واضحًا تجاه صانعها، غيندو. فهو الوحيد الذي كانت تتعامل منه، حتى أنها أشعرتنا بميل عاطفي أكثر من كونه أبوي نحوه. مثّلت بداية التمرد، كان تمردها داخليًّا، بدأت تُبدي مشاعر الاهتمام لشينجي مع الوقت، وولجت حوارات بسيطة مع أفراد الفريق حتى وصلت لمناقشة تكنيكيات القتال في أرض المعركة معهم ببعض الأدرنالين الذي يكون نادرًا في حالتها تلك. ثم ماتت حين ضحت بنفسها وبالوحدة 00 لتدمير الملاك «Armisael» قبل أن يكمل توغله بداخلها ويستحوذ عليها.


- ري I I I :

وهي الثالثة والأخيرة في حدود الأنمي وفيلم النهاية –هناك نسخ أخرى بالأفلام لكن لا تُعتبر من الأحداث الرئيسية للعمل-. تم خلقها بعد ذهاب ريه I I. ترسبت بداخلها تجارب حياتية مختلفة من ريه I وريه I I، فبالتالي كونّت وعيًا خاصًا بها، بعيدًا عن رغبات غيندو الدفينة، وآمال زيليه الواضحة. مما ترتب عليها زيادة برودها وصمتها، وبزوغ تعابيرها الصامتة أكثر فأكثر دليل عن الحكمة والوعي. وبرهنت ذلك برفضها طلب غيندو بأن توحده مع يوي مرة أخرى، فخطته من البداية اعتمدت على توحيد ري لهما فقط، ومصير سائر الإنسانية كان غير مُحدد. لكنها تركته يموت بدم بارد، وكان هذا عقابًا خفيًّا من يوي له على يد ريه، نظير تركه لولدهما هكذا. مُحطم، مكتئب، وخائر القوى.


آيانامى ريه شخصية معقدة، مريبة، وغير متوقعة بالمرة. ومن رأيي، هي من أبرع شخصيات العمل في النسج.

3) لانجيلي آسكا - Asuka Langley:


وُلدت بالولايات المتحدة، وترعرعت في ألمانيا. أمها كيوكو كانت تعمل بجهيرن في تجارب الاتصال مع الإيفا، خصوصًا الوحدة 02. فتم امتصاص جزء من روحها بالداخل، مما أدى إلى خلل عقلي جعلتها تبيت بمشفى الأمراض العقلية ليل نهار. وما زاد الطين بلة أن أمها أتخذت من دمية قبيحة أبنة لها، تدللها وترعاها وتحثها على الطعام، بينما لا تُبدي اهتمامًا للفتاة الواقفة خلف زجاج الغرفة، لآسكا، أبنتها الحقيقية. وسخرية القدر تتجلى هنا في اختيار الكاتب لـ«كيوكو» على وجه الخصوص ليكون اسمها، فهو يعني (الفتاة السعيدة)، مما يناقض تمامًا الحالة النفسية التي تكتنفها!



والدها لم يهتم بها، ولا بحالة أمها النفسية. فجُلّ ما كان يشغل باله هو إقامة علاقة مع ممرضة والدتها كي يعيش حياته كرجل. لم يهتم لاحتمالية أن تتنصت عليهم آسكا، فهو لا يهتم بمشاعرها على كل حال. لكن الأيام أسرت عنها قليلًا، ففي يوم تم اختيارها لتكون قائدة الوحدي 02 في هذا السن الصغير، إنه حمتًا لشرف عظيم! فهرعت تُنبأ والدتها ذلك بكل غبطة، وفور فتحها باب الغرفة، وجدتها مشنوقة بالسقف، ومعها تلك الدمية! صدمة نفسية عميقة لطفلة صغيرة لم تتعلم قساوة العالم بعد. فقررت أن تعيش متكلة عن نفسها، لن تطلب المساعدة من أحد، حتى في أشد لحظاتها احتياجًا لها. ستكبر وتكون بالغة تستطيع مساعدة الأخرين كي تُعوض نقص المساعدة لذاتها. وهذا يظهر بشكل بالغ في كونها تعتز ببلوغ جسدها، وأيضًا لتوقها لعمل علاقة مع «كاجي» البالغ، وبالتأكيد الانجذاب الدرامي للإيفا 02. حيث ترتدي أقراط الاتصال العصبي (الحمراء المثلثة) بشعرها على الدوام، دون الحاجة لاستعمالها حتى. فالإفا بالنسبة لها وسيلة قوية لتحقيق ذاتها ضد الماضي الغاشم.


وفي النهاية لم تذعن للحسرة والاضطراب النفسي، قاتلت ببسالة حتى آخر رمق، حتى تم.. أكلها..


4) ناجيسا كاورو - Kaworu Nagisa:

في الحقيقة هو ليس ببشري، هو ملاك حر الإرادة. صنعته زيليه ودمجت به روح آدم، ثم وعدته إن أخترق مؤسسة نيرف ووصل للعقدة المركزية، سيجد جسد آدم حيث يمكن له الإندماج معه بصفته روحًا له، ولكونه ملاكًا يسعى لمقابلة خالقه. كان هدفه فقط إيجاد آدم. لكن قابل شينجي، وشعر ناحيته بالحب. حلل شخصيته ببراعة وأشعره –ولأول مرة في حياته- بسعادة امتلاك صديق. في النهاية نفذ خطته وهبط لأسفل، لكن لم يجد آدم، بل ليليث. فترك مهمته وغرضه من الحياة وقرر تسليمها لشينجي، طالبًا منه أن يمنحه المُنية الأخيرة، موته. فبذلك سيسمح للبشرية بالعيش، ثم ختم حديثه بـ"شكرًا، أنا سعيد للقائك". وفي النهاية، حقق له شينجي تلك الأمنية وهو حسير.


**الشخصيات لا حصر لها، لذلك ركزت على الشخصيات المحورية فقط.

*التقييم العام للشخصيات وتطورها: 10/10

* * * * *

#الموسيقى:

المقاطع الموسيقية كانت مناسبة لأغلب للأحداث، المرحة منها، أو الحزينة. ومن وجهة نظري أفضل مقاطع العمل بالكامل هو: Thanatos. وهي تعمل الميل والنزعة القوية للموت المُريح من الآلام.

*التقييم العام للموسيقى: 10/7


* * * * *

#الرسم والتحريك

رسم الشخصيات بالطبع يتناسب مع الحقبة الزمنية التي صنع فيها الأنمي، لذلك مقياس الرسم بالنسبة لفترة صنعه يتناسبان بشكل جيد. أما بالنسبة لرسم الإيفا، فهو إبداع لكل المقاييس وقتها. أما التحريك فكان جيدًا جدًا إذا تحدثنا عن المعارك والآلات. تم بذل مجهود جبار في التحريك على وجه الخصوص.

*التقييم العام للرسم والتحريك: 10/8

* * * * *

#المتعة أثناء الأحداث:

ببساطة لن أقول سوى أنني أنهيته في جلسة واحدة، مع الفيلم..
*التقييم العام للمتعة: 10/10

* * * * *

~ العوامل التي أعطت ذلك العمل كينونة فريدة جدًا:
1) الإسقاطات الدينية:

- الصليب:

وهو يرمز للديانة المسيحية، تم استعماله بكثرة عبر أسلوب الرمزية. ففي أغلب المواضع كانت وضعيات الإيفا، انفجارات الملائكة، والعديد والعديد من الأشياء الأخرى ترتكن على الصليب في رسمها. لكن ليس لها دِلالة خاصة، فعندما تم إجراء لقاء مُتلفز مع الكاتب صرح بأنه استخدمها لكونها "تُعطي انطباعًا بالتميز". فالمسيحية ليست ديانة شائعة باليابان، وفريق العمل ليس به مسيحيون أيضًا، بجانب أن ذلك سيسمح برواج الأنمي بأوروبا والولايات المتحدة، حيث للمسيحية شأن وباع.


- ثمرة المعرفة:

في المسيحية، هي الثمرة التي أكلتها حواء، ثم أغوت آدم بأكلها. فأكتشفها أنهما عُراة. فبها استطاعا اكتساب المعرفة التي كانا يجهلانها. وفي الأنمي صرح غيندو بالحلقة 12 أن العلم هو قوة الإنسان. فبه استطاع صناعة الإيفا ومُجابهة الملائكة. فثمرة المعرفة هنا ترمز لعقل البشر.


- شجرة الحياة "The tree of life":

وهي شجرة رمزية تنتمي لطائفة الــ«كابالا – Kabbalah» اليهودية، تحتوي أفرعها على أحداث سماوية منبثقة من بعضها البعض صنعها الإله كي يُمهد للبشر طريق الحياة. وفي نهاية فيلم The End of Evangelion تم تحويل الوحدة EVA-01 إلى شجرة حياة مقلوبة. ولإن شجرة الحياة التي تمنح بداية الكون، فقلبها يعني فناءه، وهذا ما حدث بالفعل بعد تدشينها، فحصل الاصتدام الثالث واستيقظ المخلوق البشع وبدأ في امتصاص وتوحيد أرواح البشر أجمعين، تاركًا مجالات ال A.T خاصتهم وحيدة براقة مالألأة في مشهد بديع.


- الـ"Gnosticism":

وهي ديانة سبقت المسيحية، كانت مزيجًا بين ديانات نشأت في روما القديمة والشرق الأوسط. تنص على أن هبوط «صوفيا – Sophia» إلى الأرض كان سبب وجود الحياة عليها، فهي أم البشر. وهذا مُماثل تمامًا لليليث في الأنمي.

2) العقد النفسية:

- الدسيتروتو "Destrudo" والليبيدو "Libido":

هما مصطلحان متعلقان بعلم النفس. فالديستروتو هو القوة، أو النزعة لإحداث الدمار، والتي يُرمز لها في الأنمي في آدم وملائكته حاملي الخراب للبشرية. والليبيدو هي المضادة لها، فهي طاقة الحياة والخلق، وفي الأنمي تتمثل في ليليث وذريتها. وفي الحلقة 20 تمت الإشارة إليها بشكل سريع في إحدى مشاهد اضطراب شينجي واندماجه مع الوحدة 01. فقد كان يتأرجح على الحافة بين كليهما.

- التناقض "Ambivalence":

كان عنوان الحلقة 18، وهي حالة نفسية تتلخص في تضارب المشاعر نحو شخص أو شيء بعينه. وفي الحلقة كان يرمز لاضطراب شينجي بين محاربة، أو عدم محاربة الوحدة 03 لوجود بشريّ بداخلها.

- معضلة القنفذ "Hedgehog's Dilemma":

وهو مصطلح ألماني صكّه الفليسوف آرثر شوبنهاور، المعروف بفلسفته التشاؤمية. فتقول أن هناك قنفذين يريدان التلاقي لجلب الدفء أثناء البرد، لكن كلما اقتربا من بعضهما البعض أذتهما الأشواك. وهذا يُمثل علاقات الببشر ببعضهم على المستوى النفسي، فالاقتراب دائمًا ما يُسبب الألم لعدم توازي الظروف مع الآمال. ويُرمز لها في الأنمي بمجالات ال A.T التي تكتنف قلوب البشر وتمنعهم من التلاقي.

- الاعتماد على الأطفال "Infantile Dependence":

وهي حالة نفسية تحدث للأطفال في سن مبكرة، وتتمثل في خضوعهم لرغبات الآباء مهما كانت وفي خشوع تام، مما يؤدي في النهاية لاضطرابات نفسية حادة.

- الاستدماج "Introjection":

وهي حالة نفسية عرفها فرويد بأنها تقتضي على الفرد أن يُحاكي سلوكيات غيره على الواقع بهدف جعلها جزء متأصل من ذاته. وهذا ينطبق على شينجي، فدائمًا يحاول تقليد شجاعة من حوله مُكررًا "يجب ألّا أهرب!"، مُحاولًا جعل تلك الشجاعة صفة متأصلة فيه.

- المرحلة الفموية "Oral Stage":

وهي أولى مراحل النمو النفسي-الجنسي لدى الأطفال. كانت عنوان الحلقة 20، وفيها يرمز الكاتب لبداية النضج العام لشينجي حيث كان يحاور الإيفا أثناء الحد الفاصل بين الاندماج معها للأبد، أو العودة للواقع.

- مبدأ المتعة " Pleasure Principle":

من مبادئ فرويد المهمة جدًا، ففيها يقول أن الإنسان يسعى للمتعة لا الألم. وأنه ينبذ حتى المتعة التي يعقبها ألم. وهذا يتمثل في شينجي، لأنه يقود الإيفا كي يتم مدحه، وفي وجهة نظره مادام يقود الإيفا، سيتم مدحه. وهذه هي متعته الوحيدة ومهربه من الألم.

- قلق الإنفصال "Separation Anxiety":

وهي حالة نفسية تجعل الإنسان يشعر بالقلق والتعب النفسي لمجرد انفصاله المؤقت أو المستديم عن موطنه الأصلي أو المكان المرتبط به عاطفيًّا. وهذا هو شينجي عندما ترك منزل معلمه حيث يعيش، وانتقل للعيش مع ميساتو للبدء في العمل بنيرف.

- المرض حتى الموت "The Sickness Unto Death":

وهو عنوان لرواية نفسية لكاتب دانيماركي، وهو أيضًا عنوان الحلقة 16. وفيها يناقش الكاتب أن الموت الجسدي لهو شيء لا يجب أن تخشاه، لكن الموت الذهني هو الذي يجب أن تفزع منه! فالتشتت العقلي الزائد ينتج عنه اليأس، واليأس يؤدي للاكتئاب، والاكتئاب يسير بك بتؤدة نحو نقطة الانكسار النفسية. حيث تصبح خاويًّا تمامًا بعد أنا تنتابك نوبات متتابعة من الذكريات الأليمة كطرقات المطرقة. وهذا بالضبط ينطبق على ما أطلقت عليه الـ «Infinite loop of thoughts» في بداية المراجعة.

- ثاناتوس "Thanatos":

وهي النزعة الشديدة للموت التام. فبالموت تنتهي كل الآلام وتأتي السعادة مرحبة بك بحفاوة أم حنون لم تحتضن طفلها منذ سنين. أفضل مقطوعات الأنمي الموسيقية يحمل نفس الاسم، وتم تشغيله في أغلب المقاطع المرتبطة بريه لكونها مشهورة بتلك النزعة الانتحارية.

3) الانطباع القوي حول فلسفة فيلم النهاية:

النهاية هي لُب الفيلم المُكمل للأحداث، وتُعتبر خلاصة فلسفة نهاية البشر إذا كانت، على المستوى الشخصي على وجه التحديد.

في النهاية بعدما استيقظت ري الغاشمة حين أخذت جنين آدم الذي زرعه غيندو في يده، ثم ذهبت إلى ليليث لتُعيد روحها إلى جسدها كي تُحقق الاصتدام الثالث، شرعت نهاية العالم في الحدوث. خروجها عن الأرض، صلب الإيفا، وتكوّر الحيَوات كلها في قبضة واحدة! كلها لمشاهد مُعجزة حتى لمن لم يتدارك المعاني الخفية خلف الرمزية المستترة! بعدما صرح شينجي عمّا يعتمل في قلبه، تقبل حقيقة أن الشعور بالوحدة جزء من الوجود الإنساني، لم يرد أن يكون حرًا، أراد القيود مرة أخرى. لكن هذه المرة ستكون تلك القيود من نسج العقل الذي يسعى خلف السعادة الحقيقية، لا السعادة التي هي مهرب من الآلام.


وبعد كل شيء، بعد انتهاء نهاية العالم، سبح العالم من جديد في سائل الحياة ال LCL، وعاد شينجي بملئ إرادته إلى الواقع. لكن الطبيعة أنعمت عليه بالأنثي التي أُعجب لكن لم يعرف كيف يعرب عن ذلك الإعجاب، آسكا. لذلك حاول خنقها لكونه غير مُصدق أن كل هذا حدث وأن كل من أحبهم يومًا ذهبوا. لكن تراجع عن ذلك وبكى بشدة حتى قالت آسكا: "مقزز". آسكا في هذه الحالة كانت مزيجًا بين روح آسكا، ميساتو، ويوي.


وهنا أُعطي هذا العمل الفني العلامة الكاملة عن جدارة..

وهنا أنُهي مراجعتي بفخر واعتزاز.. كان عملًا مضنيًّا، لكن النتيجة تستحق بكل تأكيد...

أرجو أن يكون عملي المتواضع قد نال إعجابكم، كان معكم/ أحمد سامي.

* * * * *

المصادر:


1) http://aminoapps.com/popular/anime

2) http://evangelion.wikia.com

3) https://wiki.evageeks.org

4) https://en.wikipedia.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابعنا على | Facebook

>

تابعنا عبر الانستجرام

أهم المواضيع هذا الاسبوع

اعلان

اخر المقالات

{"type":"footer-slider","label":"مميزة","posts_number":"12"}

إقتباس اليوم

لا باس بمحاولة تقليد من تحترم...ولكن لا تتمادى في ذلك فتصبح نسخة عنه | يوتشيها مادارا